وجه قدمته لنا الشاشة منذ سنوات فدخل إلى كل بيت وإستقر فيه.
موهبة فرضت نفسها بجدارة بين أسماء كثيرة. تألقها في التمثيل رافقه تفانٍ في العمل وبراعة في التعاطي مع البرامج المباشرة ، فكانت بجدارة الصورة الجميلة لبرنامج "ذا فويس".
في جعبتها أعمال جديدة ستطل من خلالها على الشاشة الصغيرة والكبيرة. بين "ثورة الفلاحين" وفيلم "زفافيان" وتقديم حفل ملكة جمال لبنان"، إيميه صياح تتحدث لموقع "الفن" عن هذه المشاريع وغيرها في لقاء صريح وشفاف وفيه الكثير من المفاجآت .
مبروك مشاركتك في مسلسل "ثورة الفلاحين". يبدو أنك محظوظة بالمسلسلات التاريخية بعد نجاح مسلسل "وأشرقت الشمس"؟
شكراً جزيلاً. بالتأكيد هذا النوع من المسلسلات أتفاءل به كثيراً ولكن في الوقت نفسه أشعر بمسؤولية كبيرة ومضاعفة لأن أول إطلالة درامية لي كانت في عمل تاريخي هو "وأشرقت الشمس" والحمد لله كان ناجحاً. من هنا أنا طبعاً أتفاءل بهذه الأعمال لكنني أشعر بمسؤولية وتحدٍ لجهة تقديم شيء جديد للمشاهد.
وهل تحبين هذه الأعمال؟
أنا أحب الأعمال التاريخية والحقبات القديمة. أشعر بأن لديها سحراً خاصاً !
هل ترددت قبل المشاركة في "ثورة الفلاحين" خصوصاً بعد النجاح الذي حققته "جلنار" في "وأشرقت الشمس"؟
بكل قرار يجب أن اتخذه أكان مهنياً او شخصياً يجب أن أفكر كثيراً وأن أدرس ايجابيات وسلبيات كل خطوة أقوم بها. طبعاً فكرت كثيراً قبل الموافقة على المشاركة في هذا العمل لكن عندما توضحت كل الأمور وقرأت النص وافقت. لا مانع من تقديم أعمال تاريخية عديدة لكن بشرط أن تكون الشخصيات التي أطل فيها مختلفة عن بعضها وتحمل جديداً لي كممثلة. وشخصية "جورية" جديدة كلياً وفيها تحديات كثيرة وتقدمني بصورة جديدة، بالاضافة إلى أن كل فريق العمل جديد بالنسبة لي ولم أتعاون معه سابقاً وبالتالي سيكون شيئاً مختلفاً عما قدمته في السابق. من هنا فكرت بكل هذه الأمور حتى استطعت ان آخذ قراري.
ولماذا كانت ايميه صياح آخر من تعاقدت معه الشركة على المسلسل ؟
لا يوجد سبب خطير .. الظروف حالت دون ذلك. للحقيقة أنا كنت كثيرة السفر في الفترة الأخيرة ، أضف إلى أنني أحب أن آخذ كل وقتي وألا أتسرع بقراري. ولا أخفي عليك كان لدي أكثر من عمل بين يدي وكنت أحتاج إلى الوقت لقراءة النصوص كلها ومن ثم أن أحسم قراري. وأنا سعيدة أن الأمور وصلت إلى خواتيم ايجابية مع شركة "ايغل فيلمز". فكما تعلم التأخر في بعض المرات قد لا يكون في مصلحتك !
هل هناك شروط او عناصر معينة تحرصين على توافرها في كل عمل تشاركين فيه ؟
مع الوقت يكتسب الممثل خبرة في اختيار الأعمال ولا تنسى إنني لست في هذا المجال منذ فترة طويلة وبالتالي يجب أن أكون دقيقة في اختياراتي. أنا أحب أن تكون كل الأمور واضحة ومنظمة كي لا أتضرر أو أضر بمصلحة الشركة التي أعمل معها. الأمر ليس متعلقاً بالمفاوضات بيني وبين شركة الانتاج بقدر ما هو متعلق بحرصي وحذري على أن تكون كل الأمور مريحة ومناسبة لي في كل قرار اتخذه . انا لا أعرف أن أعمل في أجواء غير مريحة.
أنت حريصة أيضاً على أن يبقى دور "جورية" غامض إلى حين عرض المسلسل، لماذا ؟ وبماذا تختلف عن "جلنار" الثائرة ؟
أنا لا اخفي تفاصيل الشخصية من دون سبب. على قدر ما فاجأتني الشخصية اريدها أن تبقى أيضاً مفاجأة للجمهور. أنا تفاجأت وأحببت الشخصية كثيراً وأريد بكل صراحة أن يعيش الناس هذه المفاجأة. "جورية" هي صبية من الفلاحين لديها علاقاتها مع البكاوات. هي أم وتمر بمصاعب كثيرة وتحديات "مش بعقل". الشخصية فيها عذاب لكنها ليست ضعيفة أبداً بل هي امرأة جبّارة وقوية وعاطفية .. فتخيل الخليط الدرامي بين القوة والعاطفة اللتين ستمر بهما الشخصية. "جورية" آتية من ماضٍ صعب، وتمر بحاضر صعب وخائفة من مستقبل صعب.
أين والد طفلك ؟ وهل ستكون ثنائيتك مع كارلوس عازار ؟
عليك أن تشاهد المسلسل لتعرف ! سأكون مع كارلوس عازار .. بالفعل لا أريد أن أكشف المزيد عن الدور ، حتى كل من يسألني اذا كانت شريرة أم طيبة لا أجيب. كل شخص سيرى الشخصية بطريقة معينة، هناك من سيحبها ومن سيكرهها، هناك من سيبرر لها والعكس ..
هل أعجبك معالجة كلوديا مرشليان للعمل ؟
سعيدة جدا أنها التجربة الاولى لي مع الكاتبة كلوديا مرشليان. الظروف لم تسمح بالتعاون بيننا من قبل. القصة جميلة والنص والحبكة جيدان وأحببت الشخصيات. الجميل في هذا العمل أنه لا يوجد شخصية الا وهي جميلة لديها ماضيها وحاضرها ومستقبلها وقصتها.. لا يوجد شخصية في هذا العمل ستمر مرور الكرام.
وما الفارق بين نص منى طايع ونص كلوديا مرشليان ؟
الأمر ليس بالفروقات الموجودة. فلا يوجد نص يشبه الآخر ولا يوجد كاتب يشبه الآخر. كل شخص لديه "نَفَسَهُ" بالكتابة ومخيلته التي لا تشبه احداً. كل شخص مختلف عن الآخر ومع الوقت يصبح لديك معرفة جيدة بأسلوب الكاتب فتعلم هويته من نصه لأن كل شخص لديه بصمته الخاصة التي تجدها في نصوصه. والفرق بين منى وكلوديا هو الفرق بين أي كاتب وآخر أو أي ممثل أو فنان ...
عندما إلتقيتُ المخرج فيليب أسمر قال لي إنه متحمس للعمل لأنه يريد ان "يحك" ايميه ليخرج منها أشياء جديدة. كيف تنظرين إلى اول تعاون بينكما ؟
أنا متشوقة للعمل مع فيليب. لقد اجتزت مرحلة قراءة النص والتعاقد مع شركة الانتاج وتبقى المرحلة الوحيدة التي لم أختبرها بعد هي الاخراج. كما أنتظر أن نبدأ بتصوير العمل. انا تابعت أعمال فيليب وأحببتها وسمعت عنه شخصياً كل الايجابيات، بالفعل لديه صورة جميلة وطريقة في الاخراج جيدة. أنا أنتظر لأرى كيف "سيحك" ايميه ويخرج منها أموراً جديدة. بالطبع سيكون هناك تحديات وصعوبات لأنه التعاون الأول بيننا لكنني متأكدة أن الأمور ستكون لمصلحة الشخصية والعمل.
كيف تحضرين للأدوار التي تقومين بها وكيف حضرت لهذه الشخصية ؟
سأكون صريحة معك، التحضير للشخصية ليس عملية حسابية. أنا مثلاً أقرأ النص جيداً واكثر من مرة واتابع الخط الدرامي الخاص بالشخصية ومشاهدها. أدرس قليلاً أبعادها وأتواصل مع المخرج والكاتب أو الكاتبة. أتشارك الشخصية مع أحد آخر لأرى كيف يراها. أسأل كثيراً وأقرأ عن الحالة وأشاهد الأفلام أيضاً. أنا أركز كثيراً في الشخصية وأغوص فيها.
مما لا شك فيه أنك فتاة جميلة. هل يأخذ الشق الجمالي حيزاً من تفكيرك اثناء التحضير للعمل والشخصية ؟
الجمال شيء مهم للانسان بشكل عام وللمرأة بشكل خاص ولكل من يعمل بمجال التلفزيون أيضاً. أنا لا أقول لك إن الجمال ليس مهماً أو إنه لا يحق للممثل أن يحرص أن تكون صورته جميلة ولكن عندما يتطلب منك الدور أن تتقيد بهذا اللباس أو أن تكون صورتك بهذه الطريقة لا أعترض أبداً. أنا أحرص على مصداقية عملي فهنا أنا لست مقدمة برامج ولا أخضع لجلسة تصوير إنما أقدم شخصية ضمن قصة معينة . أنا كـ إيميه أهتم بشكلي ليكون قريباً إلى الشخصية وليس بجمالي.
ماذا شعرت عندما رأيت حولك هذه الكوكبة من الممثلين ؟
لقد شعرت بسعادة كبيرة وأنني محظوظة بالعمل مع عدد كبير من الممثلين والممثلات الكبار في لبنان الذين لديهم تاريخهم وأعمالهم. شعرت بثقة وراحة كبيرتين وبأنني محاطة بأشخاص يمكنني أن أتعلم منهم. وهذا الأمر يشعرني بثقة كبيرة بنفسي أنني لو لم أكن أستحق ذلك لما كنت موجودة هنا.
انت اليوم تقدمين برنامج ذا فويس على قناة MBC. هل يمكن أن تساهم مشاركتك في هذا العمل بأن تقوم المحطة بشراء المسلسل لعرضه ؟
أنا لا أفكر أبداً بهذه الطريقة ! لن أخفي أنني سأكون سعيدة اذا كان إسمي بهذه القوة ولكن اعتقد ان الأمر لا يزال مبكراً لأفكر بهذه الطريقة. العمل يضم أسماء كبيرة جداً ولها مكانتها على الساحة الفنية وهي كفيلة بأن تساهم في بيع المسلسل إلى المحطات العربية.
أخبرتني أنه كان لديك أكثر من عمل بين يديك واخترت "ثورة الفلاحين". هل من عمل آخر ؟
بصراحة المؤكد أنني سأكون في مسلسل "ثورة الفلاحين" وفي فيلم "زفافيان"، أنا لا أستطيع أن أتعاقد على مجموعة أعمال كي لا أضر بنفسي وبالعمل الذي أختاره.
علمنا أنك تتعلمين اللغة الأرمنية من أجل "زفافيان". كيف تسير الأمور معك ؟
الامور جيدة. انا اتعلم والامر ليس سهلاً أبداً لأنه يجب أن اتعلمه باللكنة الارمنية لأنني أجسد دور فتاة أرمنية في العمل ويجب أن أكون متمكنة من اللغة من حيث الكلام وطريقة اللفظ والنغمة التي تقال فيها الكلمة. الأمر جميل ولكن كما قلت ليس سهلاً أبداً عليك أن تتعلم اللغة وتتحدث وتشعر بالكلمات.
ما هي العناصر التي توفرت في هذا العمل حتى قبلت خوض أولى تجاربك السينمائية ؟
صحيح انها أول تجبرة سينمائية لي. النص للكاتب شكري أنيس فاخوري وهو جميل جداً. العمل "لايت كوميدي" وأنا لم أقدم هذا النوع بعد، الشخصية مهضومة وحلوة. التحدي في هذا العمل أنني أجسد شخصية فتاة أرمنية . وسأكون أيضاً إلى جانب الممثل كارلوس عازاز.
هل من الممكن ان نراك بدور شخصية شريرة ؟
ان شاء الله... اذا جاءني العرض المناسب لم لا. أنا أريد أن أجسد هذه الشخصية فقط لأقول إنني قمت بكل الأدوار إنما أريد أن أقدم دوراً يقنع الجمهور. لا يمكنني أن أبقى بنفس العباءة.
ومتى الموسم الجديد من "ذا فويس"؟
لا يزال بعيداً، فلا أعتقد أننا سنبدأ قبل الصيف المقبل.
كيف كانت جولتك مع نجوم "The Voice Kids" ؟
"بتعقّد" .. أجمل شيء حدث هو هذه الجولة، فهؤلاء الأطفال "مهضومين، حلوين، عفويين وصادقين".
أنت تحبين الأطفال كثيراً فمتى ستختبرين الأمومة فعلياً ؟
العائلة أولوية بالنسبة لي، أكانت عائلتي الصغيرة أنا وزوجي أو عائلتي الكبيرة. لدي وقت مخصص لعائلتي أهتم به ببيتي وأمضيه مع عائلتي ولدي أيضاً عملي. أحاول أن أنسّق بينهما. موضوع الأمومة هو من عند الله وأنا أؤمن بأن الله سيجد الوقت المناسب لهذه الخطوة وسيرتب كل شيء لكي تكون الأمور موافقة للإقدام على هذه الخطوة.." أحب العائلة كثيراً "الله يبعتلي 10 ولاد".
كيف كانت التجربة مع الموضة في ميلانو ؟
أنا أحب الموضة وأتابعها مثل كل فتاة لكن لست مهووسة بها. تجربة ميلانو كانت بالشراكة مع مجلة "هيا" ليكون هناك تغطية لأسبوع الموضة بطريقة جديدة بوجود شخصية تحت الأضواء. فذهبت وشاهدت العروض ودخلت إلى الكواليس .. عشت بالفعل تجربة جديدة وجميلة.
وكنت في باريس أيضاً لغرض آخر .
نعم قدمت مؤتمراً لمجلس الشيوخ في باريس من تنظيم مركز الصحافة الذي يرأسه والدي. وانا سعيدة وفخورة بهذه التجربة، لقد سبق وقدمت الكثير من المؤتمرات لكن هذا الحدث مختلف.
وستقدمين أيضاً حفل ملكة جمال لبنان للعام 2016 .
إنها تجربة جميلة بالنسبة لي ..أنا سبق وقدمت العروض المباشرة من برنامج "The Voice" وكما صرحت في مقابلة سابقة معكم أنا أحب العروض المباشرة وهذه المسابقة هي حفل يقدم مباشرة على الهواء. مسابقة ملكة جمال لبنان فيها منافسة بين المتسابقات ، وأنا كمقدمة للحفل يجب أن أنسق بين المشتركات ولجنة التحكيم ، وهناك أيضاً الفنان الضيف الذي يجب أن أحاوره على المسرح. إنها تجربة غنية جداً فيها التقديم وطرح الأسئلة وهناك أمور كثيرة مطلوبة من مقدم الحفل على المسرح . من الجميل أن تدير مجريات هذا الحفل من على المسرح.
في الختام شكراً جزيلاً لك وبالتوفيق.
شكرا لك على هذا اللقاء ، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق أيضاً.